الثلاثاء، 20 يناير 2015


أماني عاشق

 

بقلم: حسين أحمد سليم

 

الأماني الورديّة معسولة التّشكيلِ في الوجدانِ و ذاكرة الخيالْ,

تتراءى وامضةَ الطّيفِ في البعد المرتجى كأنّه عرائس الأحلامْ,

جميعها تتلاشى سريعًا كما زبدَ الأمواج عند الشّاطيء الولهانْ,

حيثُ مياه الأمواجِ الصّاخبةِ العاتيةِ تتكسّر عند الرّمالِ و الصّخورْ,

و تمتصّها حبيبات الرّمالِ و تتطاير في الهواءِ و يتلاشى الرّذاذْ,

و جميعها تذوبُ كما وعود السّاسة و السّياسةِ و أقزام الحكّامْ,

لتبقى الأمنية الكبرى عِنوان الحقيقة العظمى تسكن الوجدانَ و الذّاتْ,

تتموسقُ للوجودُ ترانيمَ و تهجّداتَ و تباشيرَ من أجلِ الوجودِ و الحياةْ,

و تتبارك قداسةً و طهارةً من خلاصةِ قداسةِ المودّة و طهارةِ بالرّحمةْ,

و تُقامُ أيّما مكانٍ و زمانٍ دولةُ الحياةِ قِوامها الوعيُ و الحبّ و العِشقْ,

أساس قِوامُ البقاءِ و العيشِ في مكنون الأسرارِ و كنه السِّرِّ الإستمرارْ,

لِيُعرف الله و يُوحّدُ و يُعبدُ و تتجلّى العظمةُ في عظمةِ الخلقِ و الإبداعْ,

مهما عربد العهر و الكفر و إستكبر الظّلم قهرًا في المكان و الزّمانْ,

و تعاظم الحرمانُ و الإجحافُ عِنوةً على ذِمّةِ عصرنة الحضارة الجوفاءْ,

أناديكِ كارِزًا بقصائدي و نثائري و الصّدى يشُقُّ الفجاجاتَ عندَ القِممْ,

و موجاتٌ هائماتٌ في لامتناهياتِ المدى تُدندنُ الآيات تجويدًا و ترتيلاً,

فتعالي نجمةَ الصّبحِ الوامضةِ يا قدريّة الحُبِّ و العِشقِ في رِضى الله,

تعالي يا كوكب الصّبحِ المنيرِ يا من أسكن الله صدركِ المودّة و الرّحمةْ,

تعالي يا حاملةَ مِشعلَ الثّورةِ و الثّوّارِ نُوقِدُ البحار و الأنهار و البرك و الماءْ,

تعالي نُلهبَ المكانَ و الزّمان و نُعلنُ حركةّ الرّفضِ و فِعلَ الثّورة و العصيانْ,

فهمسُ كربلاء ينزف دمًا في الطّفِّ و النّشيجُ يعمّ الأرض و يجوب الأجواءْ,

فتعالي وفاءً و إخلاصًا و عِنوةَ فِعلٍ الثّورةِ نُشعِلُ ما حولنا و كُلّ الأشياءْ,

العبدُ الصّالحُ الخِضرُ ينتظرنا في لهفٍ عند كُلّ مقامٍ له و معلمٍ و مزارْ,

تعالي يرحمكِ الله نملأ القناديل الفارغةَ زيتًا و نُضيءُ كُلَّ فتائلَ النّورْ,

و لِنمْسحَ تعميدَ بركةٍ و قداسةٍ بالبسملةِ جبين كُلّ المجاهدينَ الشّرفاءْ,

ننفخُ الرّوحَ في رميمِ المُتعبين شرقًا و غربًا شِمالاً و جنوبًا و هنا و هناكْ,

نُكفكِفُ الدّموعَ التي تترقرقُ لاهبةً على الوجناتِ و لا نُطلِقَ لها بعد اليومِ العِنانْ,

تعالي يا رمز الفِداءِ الحُرِّ نمتشِقُ السّلاحْ هو أجدى و أفعلُ من دموعِ المُتعبينْ,

و السّلاحُ وحده وحده كما قال الإمام هو زينةُ الرّجالِ و حُسنِ النّساءْ,

لا تخافي العسس تعالي حبيبتي القدريّة نُعلِنُ الثّورة في كُلِّ ساحْ,

تعالي نطوفُ و نحمِلُ بيدٍ للخضر الشّموع المُتّقِدةْ و بالأخرى السّلاحْ,

و نرقصُ فرحًا و عنفوانًا و نُنشِدُ الحُبّ و العِشقَ على صوتِ أزيز الرّصاصْ,

قد تعاظم الإجرام في بلادي تعالي نصنعُ الفُلكَ لنا مرّة أخرى من أرزِ لبنانْ,

نوح النّبيّ ينتظرنا على تشاغفٍ في بقاع كركه و عين الجّرّ ليبدأ الطّوفانْ,

و وصيّةُ آدم الأمانة بين يديّ شيخ الأنبياءِ ما زالت تنتظِر الدّفن فِعلَ الجهادْ,

تعالي حبيبتي القدريّةُ نتحدّى كُلّ الشّياطينِ و نقطف من بساتين الجنّةِ التّفّاحْ,

نعرج للعلا في الفضاءاتِ اللامتناهيةِ و نرود الفراديسَ الآلهيّةَ الموشّاةِ باللينوفارْ,

و نهدل معًا في الحُبّ و العِشقِ و الحمائمُ و اليمائمُ و ننظمُ للحبِّ البشاراتْ,

نعضدُ أزرنا ببعضنا نتكاملُ و نتناغم و ننسجمُ مودّة و رحمةً في العِشقِ و الحُبّْ,

تعالي نتدجّجُ بالإيمانِ و الإخلاصِ لله و نخوضَ الحربَ ثورةً على الظّلمِ و الإستكبارْ,

و بعد الحربِ إذا الحربُ أتت ثمارها المرجوّةِ سوف نُلقي السِلاحَ و نحمِلُ الشّموعْ,

نستبدلُ الحربَ الضّروس و أوزارها بالحُبِّ و العِشقِ و نتوحّدُ في عِشقِ و حُبِّ الله,

فالحُبّ في النّاموسِ أقوى و العِشقُ في الله أجدى من الحربِ و قرقعةِ السّلاحْ,

تعالي يا أمّ الحياةِ يا من أكرمكِ الله في القرآنِ بقداسةِ الحُبِّ نُحاربُ بالعِشقِ نتسلّحْ,

و نُقاتلُ و نُجاهدُ و نبذلُ كُلّ غالٍ و ثمينٍ في سبيلِ الله و الحقّ و الوجودِ و الحياةْ,

يا خضر موسى أيّها العبدُ الصّالحِ الذي خفيَ علينا إسمكَ المباركُ في آي القرآنْ

تعالَ تعالَ تعالَ قدْ أضِئنا لك في كُلِّ مقامَ و في كُلِّ مزارٍ في العِشقِ و الحُبِّ شُموعْ,

يا خضر أيلا النّبي و يا خضر إلياسَ النّبي و يا كوكب الصّبحِ الوضّاءِ و يا خضر المعجزاتْ,

نحن ننتظركَ على شغفٍ عند مجمع البحرينِ حيث الصّخرةَ و المسربَ كي نلقاكْ,

عُدْ إلينا يا خضر موسى كم نتوق إليكَ و لوعيكَ و عرفانكَ في المكانِ و الزّمانْ,

عُدْ إلينا بوصاياكَ و أدعيتكَ و صلاتك و ضمّخْ حياتنا بطهارة العِشقِ و قداسة الحُبّْ,

و ليتجلّى الحُبُّ مُعجزةً و العِشقُ كرامةً من لدن الله في أرحبةِ الأرضِ و السّماءْ,

و لتكُنْ مشيئة الله فينا كما شاءَ بما شاء و ممّا شاءَ و كيفما المشيئةَ عدلاً شاءْ,

فأينَ يستوي الفُلكَ عند قِمّةِ العنفوانِ و جبل القداسةِ ليس في الأمرِ سؤالْ,

فالأرضُ ستخضرُّ و تلبس سندسها و تتدثّرُ نماءً أينَ الخِضرُ مشى و أقام الصّلاةْ,

و قيثارة الحياة ستصدحُ في أذنِ العيشِ من أجلِ الحياةِ و تُزهِرُ الأرضُ بعد الجفافْ,

و يلتقي موسى النّبي إبن عمران و يُدركُ الخضر برحلةِ العلمِ عند مجمع البحرينْ,

و تبدأ الحياة من جديدٍ و تتكرّر ظواهرُ الأشياءِ و البواطنُ حركة فِعلِ المعجزاتِ الثّلاثْ,

خرْقُ السّفينةِ لِتبقى لأصحابها الفقراءَ و قتلُ الغلامِ الكافرِ و تقويمُ ما مال من الجِدارْ,

و لِيتفكّر من له عقلٌ و قلبٌ فالحرْبٌ على الظّلمِ و الكفرِ و حِفظٌ للمواثيق و العهودْ,

و تحتضنُ الأرضَ بعد طُهرها الحياةْ لِتستمرّ في الحملِ و الإنجابِ في هذا الزّمانْ,

و تُبنى فوق الأرضِ المساجدُ و المُصلّياتُ و المزاراتُ و البيوتَ لله و في رِضى الله,

و يتناسلُ الأنبياء و أولاد الأنبياء و أحفادُ الأنبياءِ و الأولياء و الخلفاء بالملايينْ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق