الخميس، 12 فبراير 2015


لك إلهي أناجي مستغيثْ

بقلم: حسين أحمد سليم

إلهي و ربّي و خالقي...

أنتَ الأوّلُ قبلَ كُلِّ شيءْ.

أنتَ الآخرُ بعدَ فناءِ كُلِّ شيءْ.

أنتَ البدايةُ قبلَ بدايةِ كُلَّ شيءْ.

أنتَ النّهايةُ بعدَ نهايةِ كُلَّ شيءْ.

أنتَ الألفُ و الباءْ.

و أنتَ الهاءُ و الياءْ.

أنتَ روحُ الأبجديّةْ و أنتَ صوتُ الهجائيّةْ.

أنتَ المَنْهلُ المَعينْ و أنتَ المَوئلُ المُعينْ.

أنتَ نورُ السّماواتِ و الأرضْ.

عِبادتُكَ فريضةٌ و فرضْ.

أنتَ النّورُ الأزليُّ الذي يهدي إلى التي هي أقومْ.

أنتَ النّورُ الأبديُّ الذي يُضيُْ صُدورنا و بِهِ ننعمْ.

قُلوبنا لَكَ تَهوىَ فوقَ كُلِّ هَوىَ.

و عُقولنا مِنكَ تُروىَ فَوقَ كُّلِّ رُوىَ.

و نُفوسنا بالإيمانِ تَقوىَ فَوقَ كُلِّ قِوىَ.

بِكَ نتعاظمُ فَوقّ كُلِّ عَظمةْ.

وَ بِدونِكَ نَتهاوىَ إلى دَركاتِ الحُطُمة.

مِنْ وَحيِكَ نَستجْليَ العِبرْ.

فأمينُ وَحيِكَ صادِقُ الخَبرْ.

آياتُكَ تتجلّى في الوجودِ أمامي.

و أنتَ وَحدَكَ وَحدَكَ رَبّي و إمامي.

مودّتُكَ وَ رحمتُكَ هَدِيّتُكَ و هِدايتي.

و غُفرانُكَ و عدْلُكَ هَدَفي وَ غايتي.

كَمْ أتوقُ شوْقاً لِهُداكْ؟!.

وَ كمْ أنْعُمُ اطمئناناً لِهداياكْ؟!.

سَدِّدْ بالحقيقةِ بَوحَ قَلَمي.

و شَدِّدْ بالاستقامة مَساراتَ قَدَمي.

و ارفع لِلعُلا خَفّاقاً عَلَمي.

وَ حُلَّ روحاً شفيفةً في دَمي.

انفح روحي بأنسامِ التَّقديرْ.

و انْفُخْ نفسي بِومَضاتِ التّنويرْ.

أتضرّعُ إليكْ لا تلفحْ قلبي بِلفحاتِ التّعكيرْ.

و لا تحرُقْ نفسي بِنيرانِ التّوتيرْ.

و لا تُرهِقني بأثقالِ التّكديرْ.

أدِّبني بِمكارِمِ الأخلاقْ.

و ساعدني كيْ أُحَقِّقَ ألتّحرّرَ بالإنعتاقْ.

و لا أَسقُطَ في الدّركاتِ بالانزلاق.

اشرح لي صدري لأسمعَ ترانيمَ الحقِّ بِصوتِكْ.

و ارحمني حتّى لا أتعذّبَ بأنينِ الألمِ من سوْطِكْ.

آمنتُ بِرسائِلِ السّماءِ إيماناً راسخاً لمْ و لنْ و لا يتزعزعْ.

فأشرقتْ في صدري الحقيقةُ و الإيمانُ شعْشعْ.

الحّقُّ أملي المّرتجى عنهُ لمْ و لنْ و لا أتزعزعْ.

مهما قصفتْ حولي الرّعودُ و البروقُ و الرّياحُ الزُّعزُعْ.

ألهمني نِعمةََ القناعةِ و الصّبرِ و رضاكْ.

و لا تسومني مُرَّ العذابَ بِعصاكْ.

أسبِغْ عليَّ روحَ نِعمتكْ.

و أبعِدْ عنّي رِيحَ نَقمتِكْ.

طّهِّرّْ نفسي و اقتلِعِ الشّرَّ مِنّي.

و أبْعِدْ الوسواسَ الخنّاسَ عنّي.

تَعهّدني في ثمراتِ عقلي.

كما عهِدتني في ثمراتِ حقلي.

منْ آمنَ بِكَ لمسَ ندى راحتيكْ.

و منِ توكّلَ عليكَ وجدَ النّعمةَ في عيْنيْكْ.

أنتَ للمؤمنِ الغِنى و الكنزْ.

و أنتَ العزاءَ و العِزّْ.

منْ آمنَ بِكَ ولجَ نعيمَ الدّارْ.

و منْ كفرَ بِكَ سقطَ في جهنّمَ و انْهارْ.

أنتَ باعِثَ السُّحُبِ و الأمطارْ.

و أنتَ مُجريَ المياهِ و الأنهارْ.

أيُّها الرَّبُّ الهادي.

رِضاكَ أملي و مَرادي.

أيُّها العادلُ المُعزّي.

أنتَ ثروتي و عزّي و كنزي.

أنتَ العظيمُ الجبّارْ.

يا خالقَ دُجى الليلِ و ضِياءَ النّهارْ.

لَكَ أنحني بِخضوعْ.

و إليكَ أُصلّي بِخشوعْ.

لا يفهمْ أسراركَ إلاّ الأنبياءْ.

و لا يفقهْ آياتُكَ إلاّ الأتقياءْ.

وَحْدَكَ منْ يُشدِّدْ عزائمَ الخائرينْ.

و وحْدَكَ منْ يُرشِدْ عقولَ الحائرينْ.

الوحيُ على أنبيائكَ المختارينْ.

هديٌ لِعبادِكِ المُخلصينْ.

تقبّلْ أعمالنا بالجِهادْ.

و جهادَنا بالاستشهاد.

و استشهادَنا بالشّهادْ.

يا ربَّ العِبادْ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق